Thursday, January 3, 2019

يعشق الفنان أو الرسام خلق ألوان جديدة من وحي الطبيعة ليضفيها إلى لوحاته الفنية، ومن أبرز ما تجلى استخدامه في ذلك هو البيض؛ إذ تم توظيفه لغاياتِ اللصق والمزج بين الأصباغ! حيث تُمزج المكونات الطبيعية للصبغة بعد سحقها تمامًا مع صفار بيضة للوصول إلى اللون المرغوب.

عندما كنت صغيرة أنتظر مشاهدة مسلسلي المفضل كانت لحظات الانتظار طويلةً جدًا، ولحظات الاستمتاع بمشاهدته طويلةً أيضًا، وكلما تقدمت في العمر شعرت بسرعة مرور الأوقات وأنّ كل شيء يمر سريعًا لا يمكنني اللحاق به! يمر الوقت سريعًا عند مشاهدة فيلم مشوق أو قضاء إجازتك في مكان جميل، عند توجيه تركيزنا بالكامل على شيء محدد لا نشعر بمرور الوقت، فيبدو لنا الوقت أقل مما كان عليه في الواقع.
فهل يمكننا التحكم في سرعة مرور الوقت؟  يمر الوقت ببطء شديد جدًا في المواقف المرتبطة بالخوف والخطر، وتشير دراسات عديدة أنّ الخوف والملل والانتظار تشعرك ببطء مرور الوقت بجانب بعض حالات اليقظة غير مرتبطة بالخوف يبطئ فيها الوقت أيضًا مثل أوقات التأمل العميق، أو تحت تأثير عقاقير الهلوسة LSD.
ويمر الوقت ببطء في حالات الانتظار والملل؛ نتيجة عدم تركيزنا على أي شيء محدد خلال تلك اللحظات فينصب تركيزنا فقط على مرور الوقت ما يشعرك بأنّه يمر ببطء. عند إجراء بعض التجارب مثل قيام بعض الطلبة بالنظر إلى عنكبوت لمدة 45 ثانية وسؤالهم كم استغرقت التجربة، كان تقديرهم لوقت التجربة أكبر من الوقت الحقيقي، كذلك عند سؤال من يقومون ببعض المغامرات والرياضات الخطرة مثل: القفز من طائرة أو المشي على الأسلاك كان تقديرهم للوقت أطول أيضًا من الوقت الذي استغرقته المهمة.
لاختبار فكرة رد فعل المخ السريع في لحظات الخوف، قام بروفيسور الأعصاب David Eaglemanمع فريقه بكلية الطب في جامعة Baylor College بإجراء تجربة سقوط 15 متطوع من ارتفاع 150 قدمًا دون حبال، ولكن بوضعهم داخل شبكة خاصة تحميهم من الوقوع مع ربط جهاز هندسي محاكي للساعة حول معاصمهم يدعى “perceptual chronometer” يعمل على إظهار أرقام عشوائية بسرعة.
يقول David Eagleman عن التجربة: “إنّها أخطر تجربة قمت بها رغم توفر عوامل الأمان فيها ولكنها الطريقة المثالية التي تضع المتطوعين في تلك الحالة التي يشعرون ببطء الوقت والخطر، مما يثبت فرضية مرور الوقت ببطء عند الشعور بالخوف”.
فمع افتراض فكرة سرعة أداء المخ في أوقات الخوف سيشعر المتطوعون أثناء سقوطهم ببطء الوقت ما يجعلهم يقرأون الأرقام السريعة التي تظهر في الجهاز، وبالفعل هذا ما حدث لقد أدرك المتطوعون الأرقام التي ظهرت بأداء أفضل مما كانوا عليه في الوضع الآمن لهم بالمعمل.
وعند سؤال المتطوعين عن توقعهم للوقت الذي استغرقته تجربة السقوط كان تصورهم للوقت أطول بنسبة 36% عن الوقت الحقيقي للتجربة.

0 comments

Post a Comment